لقي المتشابه في ألفاظ القرآن الكريم اهتماما خاصا وعناية بالغة من علماء المسلمين، خشية أن تختلط كلمةً في سورة ما بكلمة تشبهها في سورة أخرى، فألّفوا في ذلك الكتب، ووضعوا الرسائل. وقد اختلف أسلوبهم، فمنهم من كتب متشابه ألفاظه نثرا، ومنهم من كتبها رجزاً. يعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي تصب في مجال علوم القرآن، وضعه الإمام السخاوي، شيخ قراء عصره، ليعين الحفظة على حفظهم للآيات المتشابهات في اللفظ، فلا يخطؤوا فيها أو يخلطوا بينها. لذلك اشتهر هذا الكتاب بين الحفظة وتداولوه، واعتمده العلماء من أهل القراءات.

في كتابه هذا يتحدث فضيلة الدكتور وهبة الزحيلي عن الهدف من تنظيم الإسلام علاقة الإنسان بربِّه وهو: تنمية هذه العلاقة، وتقوية غرسة الإيمان، وحسن التوكل على الله، والاستعانة به، واستمداد كل أنواع الخير منه، والاعتماد عليه وحده في توقِّي أنواع الشرور، والتخلص من الآفات والملِمّات. وتكون التقوى (وهي إطاعة الله في كلِّ ما أمر به واجتناب ما نهى عنه) سبيلاً لإصلاح هذه العلاقة وبقائها طيبة مباركة، ودافعة لكل عمل صالح دنيوي وأخروي.

يؤكد أن القرآن الكريم بخصائصه الذاتية هو أرقى التشريعات وأعلاها وألصقها بالإنسان لتجاوبها مع فطرته المفطور عليها، ثم هو في الذروة العليا حضارياً لما يتضمن من أخلاق ومساواة واحترام لحقوق الإنسان وترغيب في العمل.