“إنّ من يحمل مصباحه خلف ظهره لا يرى غير ظله أمامه.” طاغورr
إنّها أوّل عبارة ستقع عيناك عليها حالما تفتح الكتاب…عبارة تختزل مضمون الرّواية بأعمق ما فيها من معانٍ، هي كما وصفتها سعدية مفرّح: “…رواية البحث عن الذّات من خلال الآخر، والنّظر إلى العالم من خلال عيون القلب وحدها”.r
يروي الكاتب تفاصيل الرّواية بصيغة الأنا من خلال تجسيده لشخصيّة “عبدالعزيز” بطل قصّتنا الفريد من نوعه، في خمسة فصول مع مقدّمة وخاتمة موجزتَيْن، تبدو للوهلة الأولى أنّها مجرد قصّة تضاف إلى مجموع القصص الرومانسيّة البائسة، لكن ما إن تَغُوص في تفاصيلها حتّى يظهر لك جليّا أنّها ليست سوى أرضيّة يبرز فوقها جوهر الرّواية: رحلة في أغوار نفس عبد العزيز المضطربة نحو اكتشاف ذاته.r
تدور أحداث الرّواية بداية في الكويت، بالضّبط في قاعة سينما، يقود القدر عبد العزيز نحو مأساة مفصليّة قلبت موازين حياته، هاتفٌ خلويٌ وردي اللّون تركته صاحبته سهواً في القاعة، ليلتقطه بطلنا وتبدأ بذلك قصة حبّه بخطأ أو كما تفضّل بطلتنا أن تقول: “By mistake” صاحبة الصّوت الطفوليّ “ريم”.r
عبد العزيز ذو الواحد والعشرين سنة، شخص انطوائيّ كثير التشاؤم، فاقد للثّقة، شديد الخجل قد ألِف العيش في قفصه الآمن، ظهرت أولى مخاوفه، بعد أن فارقته لفترة لا بأس بها، حول ماهية التعامل مع الجنس الآخر، الذي لم يقتحم عالمه مُذ فقد أمه بسبب تشخيص طبي خاطئ، الّتي أخذت هي الأخرى أيضًا من تفاصيل الكتاب نصيب الأسد، ذلك الطّفل في داخله قد أوقف نموّه مع هذه الفاجعة الّتي لازمته ما تبقى من أيّام حياته، خاصّة بعد أن كان له يد في موت والده -كما يقول- في الحدود بين الكويت و السعودية، بعد ما تمخّضته تلك الحرب بينهما. فبقي الحبّ في داخله يتلقى ضربات الحزن الموجعة إلى أن فتحت ريم أبواب قلبه على مصراعيها، لتغزوه بالكامل.r
وما بين الماضي والحاضر تتأرجح أحداث الرّواية بنمطٍ سرديٍّ وصفيٍّ سلسٍ تتخلّله بعض الحوارات بالعامّية الكويتية، يُظهِر فيه أسلوب الكاتب البديعي القصة وكأنّها أمامك، لتكشف لنا تفاصيل تلك العلاقة المحيّرة وما أنجرّ عنها.r
تملأ (ريم) التي تبدو غامضة في الرّواية؛ بسبب عدم تركيز الكاتب عليها، ذلك الفراغ في روحه لتختفي فجأة بلا سبب وتبدأ بذلك رحلة صاحبنا الفعليّة للبحث عن ريم، والبحث من خلالها عن نفسه، نحو وجهةٍ مختلفةٍ تماماً: بريطانيا.r
في خواتيم الرّواية يعود بِنَا الكاتب إلى نقطة الانطلاق، إلى المصباح والظلّ والسجَّان والمرايا، وما كان لهم من أثر في حياته، والتغيّيرات الجذرية التي طرأت عليها، ويكشف فيها أخيراً المعالم الحقيقيّة لكل شخصيّة ارتبطت به ومغزى وجودها في الرّواية.
Description
Avis (0)
Soyez le premier à laisser votre avis sur “سجين المرايا” Annuler la réponse
Produits similaires
مدينة الحب لا يسكنها العقلاء
رواية الشوك والقرنفل – يحيى السنوار
1.500,00 د.ج
عرض للحالة الفلسطينية منذ النكبة إلى منتصف الانتفاضة الثانية
شرح طبيعة حياة الفلسطيني البسيط وتعلقه بالوطن
ذِكرٌ لمراحل تطور المقاومة و دور الاحداث في دعمها و اضعافها
مسح تام للوضع الاقتصادي و النفسي و الثقافي للشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال
لا تمجيد ولا مدح لشخصية معينه سواء أكانت إسلامية او غيرها
حديث وتوصيف للانتفاضتين تعيد للقارىء إلى ذكريات لاتنسى خصوصا لمن عاش تلك الاحداث
ذكرت الرواية تقريبا كل العمليات التي قامت بها حماس و القسام
عرج الشهيد في روايته على اتفاقات أوسلو وربطها بمنظمة التحرير لا بالأشخاص
إن الشخصية المتقمصة في الرواية نشأت في اسرة فقيرة في المخيم، وطنية متدينة ومناضلة، قدمت شهداء وأسرى
ذكرت الرواية احداثا وتفصيل من التراث الفلسطيني
كيف يقع المحطمون في الحب –
1.300,00 د.ج
كيف يقع المحطمون في الحب بقلم سهيلة طاهر ... تنفلت منك الأيام وأنت مرتضي عالمًا هشًّا، معتقدًا بأنك حيٌّ. ثم تقرأ كتابًا، أو تقوم برحلة. وتُفاجَأ بأنك في سُباتٍ عميق. للسبات عَرضين: الأول منهما: التملمُل. الثاني، (عندما يزداد السبات شراسةً واقترابًا من الموت): انعدام المسرَّات. يظهر في البداية كمرضٍ حميد، رتابة، ملل، موت. يعيشون الكثيرون كذلك (أو يموتون)، من دون حتى الوعي به. أولئك يعملون بالمكاتب، يقودون السيارات، يقومون بنزهات عائلية، وتربية الأطفال. ثم يتعرَّضون لأحد أشكال العلاج بالصدمة.. شخص، كتاب، أغنية. من ثمَّ يوقظهم، وينتشلهم من الموت. والبعض.. يبقى في سباتٍ دائم. أناييس ني
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.