لكل منا منظوره في الحياة و عادة ما نجد الكثير ينظرون اليها بحسب النقص الذي لديهم فالفقير يرى الحياة مال و المتشرد يرى الحياة استقرار و اسرة و العقيم يرى الحياة اولاد و السقيم يراها شفاء اما حياتي فتتجلى في احلام جمعت كل شئ او كما يقال من كل بستان احمل زهرة .. اه من الحياة نعيشها عبثا الى ان نحس انها ستسلب منا فندرك جيدا معناها و قيمتها كما ندرك منزلتنا عند الاشخاص المحيطين بنا .. الكثير من الكلام اللذي يتحجر بداخلنا و لا نستطيع البوح به هو من يدفعنا الى خط القليل من الحروف عسانا نوصل قليلا من خربشات العقل الى خارجه ، في الحقيقة هذا ما جعلني اكتب حكايا قليل من ايامي ، قصة مرضي ، و قصة السحر
وكنت جالسة في سطح المنزل اراقب السحاب و هو يتحرك في السماء .. جو كئيب و حزين .. نسمة خفيفة تداعب شعري ، و سرب من الطيور البيضاء تحوم في الأعالي ، ليس ببعيد عنها يرفرف طائر آخر اسود اللون.. وحيد و مختلف مثلي تماما .. ليس أجملهم ولا افضلهم لم يحض حتى بقليل من الوانهم او جودتهم يختلف عنهم في كل شئ ربما… غير انه طائر مثلهم.. احسست بأنه يشعر بأنه غريب بينهم اظن لانني كنت احس بالغربة ايضا …حتى وسط اهلي.. في منزلي.. احس بالغربة في هذا العالم.. اتساءل إن كنت من عالم آخر.. عالم من العشوائيات اين تفعل كل ما تريد و لك فيه من النعيم ما تطلب كقطعة تسربت من ثقب في الجنة .. عالم لا يلومك فيه احد حتى لو رآك تزحف في قاعة السينما و انت تدخن عودا من الكبريت ، او يمكن ألّا تكون فيه قاعة سينما اصلا و لا يعرفون اعواد الثقاب … و من يهتم!! عالم كل شئ فيه مباح إلا الخيانة .. فمن لا يخون لا يكذب و لا يسرق… لأن الكذب خيانة و السرقة خيانة.. و الوفاء كفيل بمسح كل الصفات السيئة … انتظر لا تذهب ايها الطائر ! لا تذهب ! علّك تهديني فنشق الطريق الى ديارنا سويا اختفى ذلك الطائر و لم تختفي آمالي في بزوغ فجر يوم جديد على عالم مختلف
قمت و نزلت من سطح المنزل بعد ان جعلني ذلك الطائر احوم في دوامة من التفكير عبرت بها حدود المنطق و فكرت في وجود عالم آخر بالرغم من انني لا اميل للفلسفة عادة.. جلست في سريري و سرحت مجددا ، اصبحت اعيش في الاحلام كثيرا منذ ان سمعت بخبر مرضي… ذلك المرض الخبيث لقد وجد لنفسه في جسدي منزلا يجول في عروقي و يقتلني رويدا… اجل انه السرطان ، لم اخبر اهلي بحقيقة مرضي لأنني لا اريد ان اعذبهم ، في الحقيقة لا أشاء ان تختلط آخر انفاس ألفضها برائحة المستشفيات ، لست حزينة جدا لكن فكرة التخلي على بعض احلامي تزعجني قليلا لانني لم اعد اقوى على بذل جهد و اصبحت ضعيفة على غير عادتي.. كنت مرحة بعض الشئ و الآن اصطنع الابتسامة فقط احترق كالشمس لأشرق قليلا ، إختلط الوقت فاصبحت انام نهارا و ليلا ، يعود الفضل للادوية طبعا ، اظن انني سأضاعف الجرعة فالتفكير لازال يأخذ ساعات من ليلي.. يظن البعض ان النوم هو الراحة و اؤمن بأن النوم هروب من الواقع فكثيرا ما نجد المتألم ينام كثيرا.. و بينما انا اتحدث مع نفسي و اذا بأمي تناديني على العشاء..
عفوا فلم اعرفكم بنفسي انا سحر ولدت في عائلة متواضعة بين اختين و اخ ، انا اكبرهم سنا.. ابي موظف عادي و امي اعتزلت التدريس منذ سنوات ، في الحقيقة عائلتي ككوخ دافئ في وسط غابة مظلمة ، مهما كثرت المصائب تجدنا نواجهاها معا، حتى و ان اختلفنا حول بعض الاشياء لا نطيل الجدال الا و وجدنا طريقا وسطا